خماسيةُ التخاطب العاطفي
تاريخ النشر: 10/03/2019 - عدد القراءات: 4924
خماسيةُ التخاطب العاطفي
خماسيةُ التخاطب العاطفي

 

خماسيةُ التخاطب العاطفي

د. محمد مصطفى بشارات 

كثيراً ما تشكو الأمهاتُ من التواصلِ مع أطفالهن، وكما يشتكين من عدم سماع أطفالهنَّ لهن، وعدمِ استجابتهم لتعليماتهنَّ أو توجيهاتهن، وهذا أمر بات يشكل هاجساً عند كثير منهن.

كيف أتواصلُ مع طفلي أو طفلتي بشكل فعّال؟ وما هي الطريقةُ السليمةُ في التخاطب ؟؟ تحديداً حين يكون الموضوعُ متعلقاً بالمشاعرِ والأحاسيس سواءً كانت إيجابيةً أم سلبيةً .. أسئلةٌ كثيرةٌ تطرحها الأمهات دوماً.

ونحن هنا سنقدم لكم خماسيةَ التخاطبِ العاطفي، والتي ستساعدُ كثيراً من الأمهات في فهم المشاعرِ، والتحسينِ من التخاطب الإيجابي مع الاطفال، ولكن لابد من تعريف مبسط للتخاطب العاطفي، الذي هو حسنُ إدراكِ المشاعرِ وكيفيةُ إدارتِها.

خماسيةُ التخاطبِ العاطفي بينَ الأمهات والأطفال: 

اولاً: حددي نوعَ المشاعرِ التي تأثرَ بها طفلُك، هل هي سلبيةٌ أم ايجابيةٌ، ولتعرفي الطريقةَ السليمةَ في تحديد المشاعر دائماً.. اسألِ طفلَك كيف يشعر؟ أو استعملي جُمَلاً مثل: (أرى أنك تشعر بـ ..) هنا يأتي تحديدُ الشعورِ سلبي أو ايجابي.. وهذا سيجعلُ الطفلَ يستجيبُ لك وبسهولة.

ثانياً: بعد تحديد الشعور لا بد من التعاطُف، والمطلوبُ من الأم هنا أن تتعاطفَ مع طفلِها، بحيث تشعِرُه بالإهتمام لا أن تستخِفَ بمشاعره أو أحاسيسِهِ، والكارثةُ الكبرى عندَ بعضِ الأمهات الاستخفافُ بالمشاعرِ لدى الطفل أو حتى الإهمالُ المُطلَقُ لها.. إذن تعاطفي مع طفلك.

ثالثاً: اجعلي طفلَك يتحدثُ عن مشاعِرهِ مهما كانت دونَ الحكمِ عليها مُطلقاً، ويأتي هنا الدورُ الهامُ للأم، ألا وهو الاستماعُ والإنصاتُ لمشاعرِ الطفلِ سواء أكانت سلبيةً أم ايجابيةً، خوفاً كانت أم قلقاً، حزناً أم حباً أو أي مشاعرَ أخرى، نسمح له بالتنفيسِ عنها حينما يتحدثُ عنها ببساطة، ونكون منصتينَ له ومندمجينَ معه بكافةِ جوارحِنا بحيثُ تكونُ لدينا لغةُ جسدٍ فاعلةٌ يراها الطفلُ أمامه. 

رابعاً: علمي طفلكِ كيف يجِدُ حلاً مناسباً للتعامُل مع مشاعرِه، بحيثُ لو تحدَّثَ عن مشاعرِ القلقِ، أنت كأمٍ عليكِ التعاطفُ معه والاستماع له، هنا يكون الدور الهامُ في توجيه الطفل نحو إيجادِ حلٍ مناسبٍ للتعاملِ مع تلك المشاعر دون أن يؤذي نفسَه أو الآخرين، وأن تكون تلك الحلول تُشعِره بتحسنٍ، ولا تعطِ طفلَك حلاً جاهزاً، فلن يتفاعلَ معه مثلَ الحلِ الذي أوجدَه هو.. 

علميهِ كيف يجدُ حلاً لتلكَ المشاعرِ، واطلبي منهُ أن يحكمَ على ما يقولُهُ من حلولٍ..

اسأليه إذا كان الحلُّ الذي جاءَ به يشعره بتحسنٍ أم لا، واحرصي على تعليمه أن يُراعي عدمَ إيذاءِ نفسِه أو الآخرين بحُلولِه.. وفي اللحظةِ التي يقدِمُ فيها حلاً لاينجسمُ مع تلك القاعدةِ قولي له: فكّر بحلٍ آخر.

خامساً: الشكرُ التعاطفِي؟.. ونقصد هنا أن تشكري طفلَكِ على أنهُ تحدث عن مشاعره مهما كانت، وتزيدي من شُكركِ له، لأنهُ نفّسَ عن تلكَ المشاعرِ وأوجد لنفسه حلاً جيداً للتعاملِ معها، وأنه استطاعَ أن يتكيفَ مع المشاعِر، وأنه أدراها بشكلٍ جيدٍ وفعّال، ولا بأس هنا من التعزيزِ الإيجابي من خلالِ المدحِ والثناء عليه، واختمي مع كل تلك المشاعر الايجابيةِ عليه بقبلةٍ على جبينهِ وأخبريه أنكِ فخورةٌ به جداً. 

عزيزتي الأم الغالية.. خماسيةٌ بسيطةٌ وسهلةٌ ولكنَّها فعَّالةٌ جداً في التخاطُب العاطفيّ مع الأطفال، بل ومؤثرةٌ في أعماقهِ النفسيةِ، لأنها قائمةٌ على تحسُسِ المشاعرِ والتفاعلِ معها بالشكل الإيجابي والسليم.

 

تم طباعة هذا المقال من موقع موقع الدكتور محمد بشارات (bsharat.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)