ما لا تعرفه عن المراهقة
تاريخ النشر: 12/03/2018 - عدد القراءات: 6396
ما لا تعرفه عن المراهقة
ما لا تعرفه عن المراهقة

 ما لا تعرفه عن المراهقة

د. محمد مصطفى بشارات 
كثير من ألاباء والامهات دائما يشتكون من سوء تعامل ابنائهم المراهقين ويحملونهم مسؤولية سوؤ تصرفاتهم وتبدأ الاتهامات بأنهم مراهقون لايدركون ولايتحمولون المسؤولية بل هم أساس المشاكل في البيت والنزاع بين الزوج والزوجة ، والحقيقة أن كل هذا صحيح ولكن من يتحمل المسسؤولية الحقيقية هم الاباء والامهات بسوء تعاملهم مع هذه المرحلة وأحبتت أن أجيب عن كثير من التساؤلات لدى الاهل كيف نتعامل مع أبننا المراهق في هذه المرحلة  وذلك من خلال بالانتباه الى ما يلي :
هل ابنك المراهق كسول إذًا؟ ليس بالضرورة، في الواقع، خلال نومه، دماغه يخلق اتّصالات جديدة تطلب منه أن ينام لفترة أطول. ولكن ليس هذا فقط  فقد لاحظت أنّه إذا استيقظ في وقت متأخر نادرا ما ينام مبكّرا. في الواقع، المشكلة تأتي من الميلاتونين، هرمون النّوم، الذي يفرز في سنّ المراهقة بعد ساعتين من الوقت المعتاد... وهذا ما ينتج عنه اضطرابات في دورة نومه. نجد المراهق إذا في حالة من النّشاط والحيويّة عندما يتعلّق الأمر بالنّوم و على عكس ذلك يكون متعبا جدّا في الصّباح.
خلال الأسبوع، يسهر المراهق إلى وقت متأخر من اللّيل وهو بذلك لا يحقّق قسطه الكافي من النوم (عادة ما يلزمه تسع ساعات من النّوم ليكون في ما بعد بالحيويّة والنّشاط المعتادين).
اطلب منه أن يحدّد موعد لا يتجاوزه للذّهاب إلى فراشه. ثمّ اقترح عليه أن يتخلّى عن المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء، مثل مشروبات الطاقة أو حتى المشروبات الغازية والتي اصلا لها مخاطر على الصحة الجسدية والنفسية.
 لذا، فإن المجهودات التي يقوم بها في المساء مثل مشاهدة التّلفاز، ألعاب الفيديو، والكمبيوتر يفقدونه إحساسه بالوقت. انصحه بقراءة كتاب جيّد أو القيام بنشاط هادئ. يمكن له أيضا أن يأخذ حمّاما دافئًا فذلك سوف يساعده على النّوم.
وفي الصباح، وجبة فطور نافعة، تتكوّن من مشروبات ساخنة، ألبان وفواكه وحبوب تساعده على بداية يوم جديد على أحسن وجه. عند عودته من المدرسة عليه أن يتجنّب القيلولة الطّويلة فذلك سوف يصعب عليه النّوم في الليل ويجعل من نومه مستيحلا الا في ساعات متأخرة من الليل مما يفقده التركيز ويجعهل عرضة لنوبات الغضب الشديد، كن احذر إن لاحظت إفراطا حقيقيّا فهذا يمكن أن يكون، في بعض الحالات، دليلا على الإكتئاب. فكن على يقظة!
لماذا يستلقي بهذه الطّريقة؟
نموّ المراهق الذي يقارب الـ25 سم في أقلّ من عامين هو السبب في استلقائه هكذا. يتعرّض المراهق لضغوطات مهمّة جدا حول عموده الفقري وفي هذه الحال عضلاته لا تمنحه القوّة اللاّزمة للجلوس. طريقة الجلوس التي يتخذها المراهق على الأريكة (بشكل متراخي مع مدّ أقدامه على طاولة صغيرة) هي ما يشكّل زاوية جلوس قياسها 127 درجة وهي ما وصفها علماء النّاسا بالجلسة التي "تنعدم فيها الجاذبيّة." وبهذه الطّريقة يتخلّص المراهق من الضّغوطات المرافقة لفترة نموّه.
 لماذا ينظر مرارًا في الثلاّجة؟
ابنك المراهق يبحث دائما في الثلاجة عن وجبة خفيفة ليتناولها، أو يتفقد الخزائن مرارا وتكرارا بحثا عن البسكويت الذي غالبا ما تجدين علبه الفارغة منتشرة هنا وهناك في غرفته؟إذا كان يأكل أكثر فذلك استجابة لحاجة جسمه اليوميّة للسّعرات الحرارية ليتمكّن من التّعامل مع فترة نموّه على أحسن وجه.
وهنا بعض النّصائح التي قد تكون مفيدة للأهل: حاولوا أن تحرصوا على أن يتجنّب ابنكم الأكلات الخفيفة قدر المستطاع. إنّه يحتاج إلى غذاء صحّي يتناوله على المائدة مع العائلة وليس وحده في غرفته. تأكّدي من أن يكون وقت تناول الطّعام يجري في مناخ جيد حتّى لا يكون ذلك الوقت مصدرا للتوتّر أو القلق لابنك.
على المائدة، اقترحي عليه أكلات مشبعة ولكن بكمّيات قليلة في أوانٍ صغيرة. يمكن أن تبدأ الوجبة بسلطة أو شوربة تساعد ابنك على الشبع. قولي له أيضا أن يأخذ وقته! الوجبة مع العائلة في جوّ ملائم هي أفضل الحلول.
 لماذا يتمرّد المراهق؟
يحتاج المراهق إلى الحوار مع المحيطين به وإلى تغذية سليمة ليضمن التّوازن في ثلاثة مجالات رئيسيّة هي: الجسم، وتطوير المهارات من خلال التعلّم، وتطوير اجتماعيّته.
بلغ ابنك مرحلة من النّضج يكون من خلالها قادرا على الشّعور بحاجته إلى الإختلاط بالآخرين، ويشعر أيضا بأنّ في ذلك تهديد لحاجته للحكم الذاتي. في فترة المراهقة يزداد هذا الشّعور. يخاف المراهق من أن يهجره والديه وفي نفس الوقت يخاف من تدخّل والديه في أموره الخاصّة.
المراهقة هي مرحلة تأكيد الإختلاف عن الغير: إذا كان المراهق لديه ما يكفي من الثقة بنفسه، إذا كان واثقا من نفسه، فسيسير كل شيء بسلاسة. كلّما شعر بعدم الأمان كان شعوره بالإعتراف به وكأنّه تهديد.
 لماذا تنخفض نتائجه المدرسيّة باستمرار؟
المراهق الذي يكون في مزاج جيّد غير ملزم على رفض التعلّيم الذي من شأنه أن يعزّز قدراته. إذا رفض المساعدة فذلك لأنّها بالنّسبة له تمثّل الخضوع.
كيف يمكنك مساعدته؟ في الواقع، لا تدعيه يرفض التعليم! خوفه لا يبرّر رفضه للتّعليم لأنّ ذلك يزيد من افتقاره للثقة في نفسه. المراهق بحاجة لتطوير مهاراته من خلال التّعلّم وإذا رفض ذلك سوف يجد نفسه في طريق مسدود. يجب علينا أن نقول له أنه ليس يتعلّم ليجعلنا سعداء ولكن لا بدّ له من الدراسة لأجل مستقبله من دون أن يتخلّى طبعا عن هواياته ويسخّر كامل وقته للدّراسة.
في الواقع، ما يقلق المراهق هو إحساسه بالعجز إزاء التّغيير عندما لا يكون لديه ما يكفي من الثقة في نفسه. واستجابة لهذا فهو بحاجة لمهارات تزيده قيما جديدة دون أن ينسى تلك التي اكتسبها مسبقا وهذا هو دور الأهل في اكساب الثقة لابنهم المراهق وتفهم وضعه وحالته العمل منذ الصغر على تحضيره لتخطي تلك المرحلة بسلاسة وسهولة مع العلم انه مطلوب من الاهل تفهم ابنهم وتقبله كما هو . 
واخيرا لاينهتي الحديث عن المراهقة كمرحلة عمرية هامة يمر بها كل انسان مهما اختلف جنسه أو عرقه ولكن المهم مدى الوعي لدى الأهل في تفهم هذه المرحلة ومسااعدة ابنهم على تخطيها وبناء قدراته وشخصيته منذ نعومة  أظفاره.  
 

تم طباعة هذا المقال من موقع موقع الدكتور محمد بشارات (bsharat.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)