الأزمات النفسية والأقتصادية التي تواجه الازواج
تاريخ النشر: 19/02/2018 - عدد القراءات: 7356
الأزمات النفسية والأقتصادية التي تواجه الازواج
الأزمات النفسية والأقتصادية التي تواجه الازواج

 الأزمات النفسية والأقتصادية التي تواجه الازواج

مما لا شك فيه أن الأزمات النفسية والأقتصادية التي تواجة الازواج هي بمثابة خطر حقيقي على الحياة الأسرية ويحتاج الازواج الى فهم وإدارك كيفية التعامل مع هذه الازمات لما فيها من مخاطر التفكك الاسري وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات الاساسية للأسرة وحتى نعرّف القارئ أكثر على خطورة هذه الازمات لا بد من توضيحها وشرحها خصوصا الازمات النفسية والاقتصادية.
المشكلات النفسية : كسوء التوافق العاطفى والجنسى والغيرة والخيانة الزوجية والنزاع على السلطة داخل الأسرة .
المشكلات الاقتصادية : كقلة الدخل أو انعدامه وسوء التصرف فى الدخل وانخفاض المستوى الاقتصادى للأسرة
المقوم الاقتصادي:ويتمثل في قدرة الأسرة على إشباع الحاجات المادية لأفرادها المنتمين إليها،بحيث يشعر الفرد بالأمن والسعادة لانتمائه إلى هذه الأسرة.
مستوى عدم التوافق الأسري المزمن:يتمثل في غياب المقوم العاطفي اللازم لتحقيق التماسك الأسري،وذلك عندما تصاب العلاقات الأسرية بقدر ملحوظ ومستمر من الفتور والاختلاف في التوجهات،والفقر العاطفي،مع قدرة كل طرف على تلبية احتياجات الطرف الآخر ،والقيام بما عليه من واجبات، يستمـر في ضوئه البنيان الأسري قائماً ،في جو من الفتور العاطفي وضعف التواصل ،ومن شأن ذلك أن يخرج أفراداً يعانون من الحرمان العاطفي ، أو آخرين متمركزين حول ذواتهم.وبعيدين عن الاستقرار النفسي العاطفي والتفاعلي مع المجتمع، فالحرمان العاطفيي ؤدي إلى عدم التوافق ،وغياب المقوم الاقتصادي أو ضعفه يجعل الأسرة عاجزة عن تحقيق احتياجات أفرادها،وفي ظل هذه المشكلات الأسرية المختلفة ينشأ التوتر ضمن علاقات الأسرة ،ولكن تظل الأسرة باقية _ولو بشكل صوري_ ضمن المقوم البنائي.
‌ب- مستوى التفكك الأسري المعنوي:تتمثل في غياب أكثر من مقوم من مقومات التماسك الأسري،أبرزها المقوم الديني والعاطفي والاقتصادي ،وقد يتأثر بذلك المقوم الصحي.
فغياب الوعي والثقافة الدينية الصحيحية والمبينة على أسس راقية وواضحة من شأنها أن تظهر مشكلات سلوكية عدة وكبيرة وقد تكون في بعض الاحيان خطيرة على الأسرة وأن ظهرت أمام الناس متاسكة الا انها في حقيقتها جاهز للتفكك والانكسار في أي عاصفة كبيرة ممكن أن تجتاح الاسرة . 
‌ج- مستوى التفكك المعنوي والمادي : تنهار هنا جميع مقومات التماسك الأسري بما فيها المقوم البنيوي بانفصام عرى الزوجية ،ونقض الميثاق الغليظ وحدوث الطلاق وحرمان الأبناء من أحد الوالدين أو كليهما.
لم يعد الدارسون لنظام الأسرة والعلاقات داخلها ينظرون إلى الأسرة السعيدة باعتبارها الأسرة التي تخلو من المشكلات،فالصراع عملية تفاعل حتمية لأي جماعة تعيش ضمن حيز مكاني وتربطها علاقات وخصائص مشتركة.
وتعرف المشكلات الأسرية من أوجه نفسية واجتماعية وسلوكية وتربوية مختلفة،فالبعض يعرفها بأنها :"المواقف والمسائل الحرجة المحيرة التي تواجه الفرد فتتطلب منه حلاً،وتقلل من حيويته وفاعليته وإنتاجه ومن درجة تكيفه مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه" [حسن مصطفى عبد المعطي،الإضطرابات النفسية في الطفولة والمراهقة ،القاهرة:دار القاهرة،1421هـ،ص13] ،ويرى البعض الآخر بأنها" مفهوم يطلق على مشاعر وأحاسيس الفرد التي تتمثل في الضيق والقلق والتردد إزاء علاقته مع الآخرين في المنزل وفي الصحبة وفي المدرسة،حيث تفتقر هذه العلاقات إلى الدفء والصراحة والمحبة المتبادلة
تصنف تبعا لنمط ظهورها إلى: مشكلات عابرة ،ومشكلات دائمة،أو مشكلات ظاهرة وأخرى خفية.
 
أبرز النصائح التى تساعد الأزواج على وضع خطة لإنجاح الحياة الزوجية:
1- تحديد قيمة المصاريف اليومية وقيمة الدخل الشهرى ضمن خطة مدروسة.
2- إعداد قائمة شهرية بالمصاريف المهمة والضرورية وأخرى بالتي يمكن الاستغناء عنها(الترفيهية).
3- حساب المبلغ الذى يمكن أن يتم توفيره من المال شهريا مع الأخذ بعين الاعتبار المصاريف الطارئة، مثل استقبال الضيوف والمشاكل الصحية المفاجئة.
4- جعل التحكم بالأمور المادية بيد الأقدر على التخطيط والتوفير مع العلم أن النساء يمتلكن قدرة كبيرة فى الإدارة المالية.
5- اعتماد كل الطرق الممكنة للتوفير سواء بتقليل المصاريف أو بترشيد استهلاك الماء والكهرباء وغيرها وتدريب الاطفال على ذلكردون أشعارهم بنقص بل هو جزء من الثقافة الدينية.
6- الحوار والتعاون يساهمان بقوة فى التغلب على المشاكل المادية بين الزوجين أو غير المادية.
 
نقاطٌ تعين على مواجهة الأزمة الماليَّة داخل الأسرة، وتخفِّف من وطأتها وشدَّتها.
-النقطة الأولى: التفكير بواقعيَّة، دون تهويل ولا تهوين:
لا تعظِّم الأمور أكثر ممَّا تستحق، لأنَّ عدم تضخيم المشكلة أمرٌ مهمٌّ في الحفاظ على التَّوازن والقدرة على التفكير، بينما تضخيم المشكلة يدَعُك أسيراً لها بعيداً عن حلِّها، والاختصاصيون يقولون: (فكِّر بالحلِّ لا بالمشكلة).
ثمَّ إن المؤمن موقِنٌ أنَّ الله تعالى كفل له رزقه وحدَّ له أجله، وموقِنٌ أنَّ نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقَها وأجلَها، وموقِنٌ أنَّ الله قطع سلطان البشر عن الآجال والأرزاق، فليس لأحدٍ إليهما من سبيل.
-النقطة الثانية: تعاون أفراد الأسرة في مواجهة الأزمة وعدم الاستسلام لها.
فالتَّعاون طبيب ماهر، يزرع في النفس التفاؤل، وينزع منها التشاؤم. ولا يُغلَب قوم إذا تعاونوا.
قد يفقد الزوج عمَلَه في الأزمة فيقع في حالة من الشعور بالحرج لعدَم تمكُّنه من إيفاء الأسرة حقوقها المالية.
ومن مظاهر التعاون في مثل هذه الحالة: أن تقوم الزوجة ببعض الأعمال الإنتاجية في البيت، مثل: التصنيع بدلاً من الشراء الجاهز، أو أن ينزل الأبناء القادرون على العمل إلى سوق العمل ليرفدوا واردات الأسرة، أو أن يتعاون الأسرة على ترشيد النفقات لتبدأ بشراء الضروريات ثم الحاجيات ولتحذف ما استطاعت من الكماليات، وذلك وفق قاعدة: (لا تشترِ ما لستَ مضطراً إليه حتى لا تبيع ما أنت مضطرٌ إليه)، وإنَّ أسوأ ما تتصرفه الزَّوجة في محنة زوجها أن تدعه وحيداً يصارع الأهوال ويقارع النوائب.
- أما النقطة الثالثة الأخيرة فهي: تجنُّب المحاسبة الماليَّة الشديدة بين الزوجين: كثيراً ما تؤدِّي المعاناة من مشكلاتٍ مادِّية إلى المحاسبة بين الزوج والزوجة، فيحاسِب كلٌّ منهما الآخر بسبب إنفاقِ ما لم يكن من الضَّروري إنفاقه برأيه، هذه المحاسبة ربما خرجت عن حدِّ المقبول فأودَت بالعلاقة الزوجية إلى نقطة حرِجة، ما لم يكن الزوجان واعيين،  والصواب هنا التماس الأعذار والتجاوز عمَّا مضى والتَّوجيه للتَّصرف الأمثل في قادمات الأيام.
يمكن للازواج تجاوز الازمات كلها مهما كانت وذلك بالحب المبني على الوعي والحوار والتعاون والعطاء الصادق بل ويمكنها إيجاد أسرة متميزة رغم كل الظروف الصعبة وهذا مانراه من كثير الأسر الفلسطينية التي استطاعت تجاوز الازمات بوعيها وصبرها وبعمق تدينها وحسن تخطيطها لتجاوز تلك الازمات . 
 
جمع وإعداد الدكتور محمد مصطفى بشارات
خبير التنمية البشرية والإستشاري الأسري
 

تم طباعة هذا المقال من موقع موقع الدكتور محمد بشارات (bsharat.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)