كيف أعالج نفسي من النسيان
النسيان
تتراود على مسامعنا كثيراً مقولة " النسيان نعمة" ويقصد بها القدرة على تجاوز الأحداث والانفعالات السلبية وحالات الفقدان وغيرها من المؤثرات النفسية التي تفقدنا القدرة على الاستمرار، وجميعنا لا ننكر مدى أهمية هذه النعمة علينا لتجاهل كافة المعيقات التي تحول دون تقدمنا في الحياة، ولكن النسيان سلاح ذو حدين، فمنه ما هو إيجابي ومفيد، ومنه ما يشكل خطراً على حياتنا وعلاقاتنا وكذلك نجاحاتنا.
ويُعرف النوع الأخير على أنه عدم القدرة على استحضار معلومات في الذاكرة عند الحاجة إليها، حيث إن العقل شأنه شأن أي عضو من أعضاء الجسم يحتاج إلى تغذية وتقوية واتباع العادات السليمة التي بدورها تحافظ على سعته التخزينية، وقدرته على استرجاع كل ما هو محفوظ في الذاكرة، ويقسم النسيان علمياً إلى عدة أقسام، فمنه ما هو طبيعي يعود إلى تزاحم الأحداث اليومية والمعلومات في العقول أو يعود للتقدم في السن، وهذا لا يشكل خطراً على الإنسان، ولا يستدعي إلى اللجوء إلى الطرق المعقدة أو الطبية لعلاجه، ومنه ما هو غير طبيعي ويحتاج إلى الوقوف على أسبابه العضوية والنفسية، والتعرف على طرق علاجه.
مسببات النسيان
تتعدد المسببات التي تقف وراء مشكلة النسيان، كأن تنسى أهم المهام التي يجب عليك القيام بها لهذا اليوم، أو أن ترفع سماعة الهاتف وتنسى الشخص الذي تريد الاتصال به، أو أن يكون لديك موعد هام جداً وتنسى الذهاب إليه وغيرها، فقد تكون العادات اليومية الخاطئة كالإرهاق الشديد وسوء النظام الغذائي وعدم الإنتظام في تناول الوجبات الثلاث يومياً أو عدم التعرض للهواء وأشعة الشمس ونوعية الإضاءة المضرة أو الضوضاء والأصوات العالية التي تربك عمل الدماغ سبباً في ذلك.
كذلك النقص الحاد في بعض الفيتامينات وعلى رأسها فيتامين بي تويلف B12، الذي يعتبر أحد أبرز عوامل فقدان الذاكرة القوية، وانخفاض مستوى السكر في الدم، وحالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية تعد أساساً لعدم القدرة على استرجاع الأفكار بفعالية، ولكن يجب الإشارة إلى أنه ليس هناك داء إلا وله دواء، وبالتالي إليكم أفضل العلاجات التي تلعب دوراً جيداً في القضاء على مشكلة العصر الذي يعاني منها معظم الأشخاص بغض النظر عن أعمارهم.
علاج مشكلة النسيان
لعلاج مشكلة النسيان يرجى اتباع النصائح التالية:
· اتباع نظام غذائي يوفر للجسم كافة الاحتياجات، مع الأخذ بعين الاعتبار التركيز على الأطعمة التي تحفز نشاط الذاكرة، كالفستق الذي يحتوي على نسبة عالية جداً من الفتيامين، والفواكه الحمضية والعنب البري الغني بمضادات الأكسدة التي تحافظ على صحة الدماغ وتبني جداراً حامياً له من الشيخوخة المبكرة، والبيض وزيت الزيتون والليمون والشوفان التي تقلل من التوتر والاضطراب وتوفر مناخاً مناسباً لترتيب الأفكار والراحة، وبالتالي تقلل من النسيان والارتباك.
· ممارسة الرياضة في الهواء الطلق بشكل يومي لمدة لا تقل عن نصف ساعة، ستعمل وبشدة على إزالة كافة أشكال التوتر وتشابك الأفكار التي تقلل من فعالية عمل الدماغ . شرب كميات كافية من الماء، حيث إن تناول كمية تقل عن لتر ونصف إلى لترين يومين يجعل الجسم عرضة للجفاف، الذي يؤدي إلى ضعف النشاط العقلي، ويفقد القدرة على التركيز.
· النوم الكافي بصورة لا تقل عن ثماني ساعات يومياً، حيث إن ذلك كفيلٌ بتجديد خلايا المُخ التي تحفظ المعلومات لمدة أطول في الذاكرة. تناول حمض الفوليك الذي يعد أحد أهم العناصر الغذائية للحفاظ على عمل وظائف الذاكرة بشكل صحي دائماً.
وفي الختام قد تستدعي بعض حالات النسيان الحاد اللجوء إلى العلاج الهرموني، ويتمثل ذلك في السيطرة على هرمون الأستروجين الذي يتحكم في سعة الذاكرة بعدة طرق، حيث يعمل على ضبط وتقليص الشرود الذهني، كما ويزيد من تدفق الدم اللازم لإصلاح الخلايا العصبية التالفة.
© جميع الحقوق محفوظة
(طباعة)