دور المرأة القيادي في المجتمع
تاريخ النشر: 01/02/2020 - عدد القراءات: 9568
دور المرأة القيادي في المجتمع
دور المرأة القيادي في المجتمع

دور المرأة القيادي في المجتمع

المرحلة الراهنة التي تمر بها الدول العربية، من تطور وإزدهار تكنولوجي، إضافة الى  الأدوار القيادية الحساسة التي شغلتها نساء الغرب، من مناصب سياسية وإجتماعية مختلفة، وصلت الى حد منافسة الرجل على حكم بلد كامل، تتطلب تفعيل الدور القيادي للنساء العربيات ضمن الاطار العربي والاسلامي دون تجاوز الحدود ، من خلال إعادة صياغة مناهج تعليمية وتدريبية التي من شأنها إيجاد نماذج قيادية، شريطة المحافظة على الهوية الإسلامية والعربية.

 

إضافة الى خلق البيئة المناسبة التي تصلح لزراعة ونمو ثقافة قيادة المرأة في المجتمع الشرقي، وإستيعاب فكرة مشاركة المرأة للرجل في ميادين العلم والعمل وقيادة المجتمع.

 

وقدمت امريكا في هذا المجال احصائيات توضح  دور المرأة القيادي في المجتمع الأمريكي، والتي تبين  نسبة وصول المرأة إلى المناصب القيادية العليا هي 0.5%، وأن 22% من النساء في قيادات البنوك و21% من النساء يقدن دور النشر الكبرى، و19% يقدن شركات الأغذية، و40% من القيادات الوسطى تحتلها المرأة في أمريكا، مضيفا أن القوة الاقتصادية للمرأة عالية جدا.

 

على الرغم من ذلك، فمعظم المؤسسات التجارية في امريكا لا تنتبه الى قوة المرأة الإقتصادية. كما اننا نشاهد عدم مساواة المرأة مع الرجل في المجتمعات الغربية، فعلى سبيل المثال تعمل المرأة بنفس معدل الزمن الذي يعمل به الرجل الاّ انها تستلم راتب أقل مما يستلمه الرجل...

 

اما بالنسبة الى المجتمع الشرقي، فإننا نشاهد تخوفات الوطن العربي، من إعطاء المرأة دوراً قيادياً بسبب التشكيك في قدرتها على القيام بدورها في ذلك. على الرغم من وجود تقارير ودراسات أثبتت بأن المرأة أكثر ابداعاً من الرجل، كما انها تهب أهمية لقيمة أدائها وعملها..

 

والإسلام حرر المرأة من جميع القيود، وكرمها عن تشبيهها بالسلعة التي تباع وتشترى، وهب لها حق التعلم وأثبتت هي قدرتها على التأثير بالأحداث المجتمعية المختلفة، فكان أول من أسلم امرأة وأول من استشهد في الإسلام امرأة، كما أن التاريخ الإسلامي زاخر بالنماذج الخالدة.

الجدير بالذكر فالمرأة حينما تكون في موضع المسؤولية في المجتمع تثبت قدراتها الجبارة متحدية النظرة القاصرة لها، متجاوزة طاقات الكثير من الرجال المؤهلين لمكانها القيادي ذاته، منطلقة من مشاعر الأمومة التي تجعلها مسؤولة عن جميع أبناء المجتمع كأم تخشى على أبنائها وتنطلق من قيادتهم بدافع إنساني نبيل لا من منطلق المنافع الذاتية ولكن شرط أن يتناسب هذا العمل مع وضعها الإنساني والعاطفي والجسدي ولا يتعارض مع واجباتها الزوجية فمثلا تبدع في مجال التربية والتعليم والصحة ولا يمكن أن تكون قاضٍ مثلا في محكمة لما تملكه من رقة المشاعر والعواطف التي قد تدفعها للرافة بحال من لا يستحق الرافة .  والذي يصنع المرأة القيادية هي التربية العائلية بمعنى أوضح المحيط الأسري هو الذي ينمي ويبني المرأة القيادية ، أضف إلى قوة الشخصية التي تتمتع بها وتأهيلها العلمي لذلك سيكون على المجتمع لزاما احترام تلك المرأة والسماح لها بالمشاركة بالمجتمع وعدم النظر لنا بعين  شفقة تقلل من شانها .المرأة القيادية تدرك أن السفن الشراعية تتحرك بفعل الرياح ولكنها تدرك أيضا أن اتجاه السفينة إنما تحدده الأشرعة وليست الرياح، ولذلك فقد نشرت أشرعتها في وجه الرياح التي كثيراً ما تجري بعكس ما تشتهيه السفن إلا أنها تستطيع أن توصل سفينتها إلى بر الأمان بتركيزها على نفسها وعلى إمكانياتها اللامحدودة .وعليه وبعد ما قلته وسنقوله في كل يوم ، المرأة تصلح للقيادة في المجتمع فضلا عن قيادة نفسها إن اجتمعت فيها تلك الخصائل

 

تم طباعة هذا المقال من موقع موقع الدكتور محمد بشارات (bsharat.com)

© جميع الحقوق محفوظة

(طباعة)